الإسعاف والمعالجة المنزلية

المعالجة المنزلية هي تقديم المساعدة الضرورية لحالة توصف بأنها غير خطيرة، على عكس الإسعاف الأولي الذي يعالج الحالات الخطيرة ولا بد له من علاج إضافي في المستشفى.
شيء جميل أن نعرف كيف نعالج هذه الحالات لكن الأجمل منه أن نعرف كيف نتقيها. فالأصل هو أن نتخذ كل الاحتياطات والأسباب حتى لا تقع الحوادث المنزلية، وقبل ذلك وبعده يكون التوكل على الله عزوجل وذلك هو قوله صلى الله عليه وسلم" اعقلها وتوكل". وإن وقعت بعد ذلك الحوادث فإنها تكون من باب القضاء والقدر الذي يعتبر الإيمان به من صميم الإيمان بالله عزوجل، وهنا يكون السؤال: كيف نتصرف في مثل هذه المواقف؟


الجروح

وهي تمزق في الجلد، ولا تعالج منزليا إلا الصغيرة منها، وتهدف هذه المعالجة إلى :

- إيقاف النزيف برفع الطرف المصاب عاليا ثم الضغط على مكان خروج الدم.

- منع التعفن بتنظيف الجرح والجلد المحيط به وذلك بواسطة ماسح قطني وسائل منظف ابتداء من الجرح باتجاه الخارج وليس العكس. ولا تسمح للسائل المنظف أن يسيل على الجلد باتجاه الجرح لأن ذلك يساهم في وصول التعفنات إليه، وإذا كان بالجلد شعر يستحسن حلق سنتيمترين حوالي الجرح.

- يجب تنظيف الجرح بشكل كامل مع إزالة الأجسام الأجنبية (الخشب والزجاج...) ولا ينبغي أن يمنع الألم متابعة عملية التنظيف بشكل لائق لأنها الأساس والخطوة الأكثر أهمية لإحراز الاندمال الجيد لأي جرح.

- لا تهمل الجروح الصغيرة التي قد تكون خطيرة وخاصة الواقعة بالرأس والعنق وحول المفاصل والصدر والبطن واليد.


- الاندمال يحصل عادة خلال سبعة أيام بعد وضع ضماد جاف على الجرح.



الحروق

وهي إصابات محدثة بالحرارة أو الاحتكاك أو المواد الكيماوية. والسفعة هي الحروق المحدثة بالسوائل الحارة، وتؤثر الحروق الشديدة على كامل البدن وليس فقط على الجزء الذي يظهر محروقا.
تعالج منزليا الحروق السطحية الممتدة على مساحة صغيرة وذلك ب :
- إزالة سبب الحرق عن المصاب لأن الوقاية أو الحد من الحريق هو أسهل بكثير من معالجته. مثلا إذا أمسكت النار بالملابس يجب الاستلقاء على الأرض وعدم الركض حتى لا تتأجج النار، ثم إخمادها بواسطة بطانية أو بساط...
- معالجة الحروق فورا بالغسل أوالغمس في الماء البارد من أجل تبريد المنطقة المحروقة.
- إذا كان الحرق بالسوائل تنزع الثياب بسرعة إذا كانت مبتلة وغير ملتصقة بالجلد ويغسل العضو المحروق جيدا بماء بارد وغزير.
- وضع مرهم صيدلي وضماد للحرق.
- يجب اجتناب : تمزيق فقاعات الحروق، أو السعال أو التنفس فوق المنطقة المحروقة، أولمسها باليدين، أو وضع مواد قطنية أو صوفية مشعرة على المنطقة المحروقة أو وضع أي مواد أخرى.
- حروق الوجه والأجفان والأعضاء التناسلية وإن كانت طفيفة يجب عرضها على الطبيب لأنها قد تسبب خللا وظيفيا أو مشاكل تجميلية.

- الحروق بالكهرباء تكون غالبا عميقة وخطيرة،لذا يجب قطع التيار الكهربائي وتمديد المصاب مع مراقبة التنفس والنبض حتى مجيء الإسعاف.



الأجسام الأجنبية

هي كل الأشياء غير الموجودة ضمن البدن في الحالة الطبيعية وتتضمن الشظايا الخشبية (شوكة)، والأجسام المهملة في الأنف، والرمال وغيرها في العين، والألعاب أو الأزرار المبتلعة...

الأجسام الأجنبية الموجودة ضمن الجروح :

- تزال إذا كانت حرة متخلخلة أما إذا كانت ملتصقة( كزجاج) أو مغروسة (كسكين) فتترك في مكانها وتعرض على الطبيب.
- الشظايا المتموضعة تحت الجلد أو الأظافر تزال بواسطة ملقط الشعر.
- لا تحاول إزالة الجسم بعنف لأن ذلك قد يؤدي إلى نزيف.
- بعد إزالة الجسم الغريب، قم بتنظيف الجلد المحيط بالجرح وكذلك الجرح ثم ضع الضماد.

الجسم الغريب في العين :

- افتح عينك وأغمضها بسرعة مرة أو مرتين، فقد يطرح الجسم الغريب خارجا بفضل الحركة وزيادة سيلان الدمع.

- لا تفرك عينيك أبدا لأن ذلك يزيد إصابة العين سوءا.
- اسحب حافة الجفن العلوي بلطف فوق الجفن السفلي ثم أفلته.
- اغسل العين بكميات كبيرة من الماء، ارفع الجفن العلوي حتى يتمكن الماء من دخول العين.
- إذا أخفقت في إزالة الجسم الغريب بإحدى هذه الطرق فقم بوضع ضماد فوق العين واطلب المساعدة من شخص آخر ليستعمل طرف منديل نظيف أو حامل قطني رطب لاستخراج الجسم الغريب، و تستحسن إمالة الرأس إلى الخلف حتى يتكأ على المعالج الذي يبحث وبشكل دقيق عن الجسم الأجنبي ، وذلك بأن يطلب من المصاب النظر في جميع الاتجاهات : الأعلى - الأسفل – اليمين – اليسار وإلى الخلف.
- إذا لم يخرج أو يتحرك الجسم الغريب الذي قد يكون ملتصقا بالعين، يجب الكف عن القيام بأي محاولة لإخراجه ثم تغطية العين بضماد ويرسل المصاب إلى المستشفى.

الجسم الأجنبي في الأنف والأذن :

غالبا ما يحدث عند الأطفال

- لا تقم بأي محاولة لإخراجه، بل خذ الطفل فورا إلى المستشفى.
لا تسكب ماء ولا زيتا داخل الأذن وقم فقط بوضع ضماد عليها.

الأجسام المستنشقة أو المبتلعة :

ضع المصاب ووجهه إلى الأسفل، وإذا كان طفلا احمله من رجليه ورأسه إلى الأسفل واضرب قليلا على ظهره واضغط على بطنه من أجل السماح للجسم الغريب بالخروج، وفي حالة الإخفاق يرسل المصاب إلى المستشفى.
إن الجسم المبتلع إذا كان حاد الحواف يشكل خطورة على المصاب، أما إذا كان ناعما ودائريا وذو حجم صغيرا فإنه غالبا ما ينطرح إلى الخارج خلال خمسة أو ستة أيام.

ابتلاع المواد الكيماوية :

- مراقبة الوعي والتنفس والنبض.
- عدم التقيؤ المفتعل.

- عدم شرب الماء أو أي سائل آخر مما يستعمله الناس عادة في مثل هذه الحالات (الحليب، الحناء...).
- استدعاء الإسعاف بأقصى سرعة.



خاتمة

إن الحوادث المنزلية هذه وغيرها كثير، تأتي فجأة ودون سابق إنذار، فلكي تمر بسلام لا بد لنا من أمور أساسية ثلاثة :

- عدم الذعر، بل التحلي بالصبر والتأني وحمد الله على المنشط والمكره.
- العلم الذي هو إمام العمل. فكم من حادث بسيط يتحول إلى خطر محدق بل إلى مأساة حقيقية بسبب جهل الناس خصوصا الأمهات بالأوليات في المعالجة المنزلية.
- السرعة في تقديم هذه المعالجة تفاديا لمضاعفات الحادث.

نسأل الله العافية للجميع